قل الحق
صفحة 1 من اصل 1
قل الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
قل الحق
رداً على رسالة
(عندما يزور التاريخ وتسرق الحقيقة، للكاتب بشير مصلح)
وهي تأتي في سياق بيان الحقيقة كاملة وبأدلة ثابتة، مع تعريف موجز لفضيلة شيخنا الأستاذ الراشد حفظه الله، كجزء بسيط من الوفاء إلى رجل بذل جهده ووضعنا بعد توفيق الله سبحانه على خطى الحق، ودرب الصالحين
بقلم
عبدالله عمر
أحد تلاميذ الأستاذ الراشد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المجاهدين محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار، ومن سار على نهجهم إلى دار القرار .
وبعد : فإني قد اطلعت على منشور تحت عنوان ( عندما يزور التاريخ وتسرق الحقيقة)، وقد حملت اسم كاتبها (بشير مصلح) عضو المكتب السياسي للجيش الإسلامي في العراق ، وقد تناول الكثير من المغالطات، والقفز على الحقائق، وتفسير النصوص الواردة من الأستاذ الراشد بالسيئ من الظن، والتعليق المجافي للحقيقة المبتعد عنها بعد المشرق عن المغرب، ولأجل بيان الحق ورد القول إلى نصابه، أود التعليق على مايلي :
في البداية : فكاتب هذه السطور هو من تلامذة الأستاذ الراشد حفظه الله وكنت مقرباً منه وأتكلم بلسان الرؤية والصحبة وما خبرت عنه من صفات وخلق وفكرٍ وعقيدة، وقبل ذلك كله وبعده التزامه منهج الوسطية في كل شيء .
1. أن فضيلة الأستاذ الراشد حفظه الله، يعرفه القاصي والداني وهو ليس بحاجة إلى كثير تعريف، وأقول للكاتب الذي سمى نفسه (بشير)، أن الراشد عرفه الناس حاملاً لواء الدعوة منذ وقت مبكر، وتعرض للكثير من المضايقات والاعتقالات، وعرف عنه الصدق وعفة اللسان، وطوال ما يزيد على نصف قرن من الزمن لم يكتب سطر واحد من قبل العلماء وأرباب الدعوة يذكر الشيخ الراشد بسوء، بل كان الثناء والمديح والاستشهاد بأقواله ومواعظه كثير مستفيض حتى صدق فيه قول الخنساء :
أغرٌ أبلج تأتم الهداة به كأنه علمٌ في رأسه نارُ
فمن (بشير) الذي لا يعرفه الناس حتى يأتي بكلمات الانتقاد ليضرب جبلاً من جبال المسلمين الراسخة في العلم والدعوة والتضحية والجهاد، هذا أولاً، وثانياً فالشيخ الراشد هو عبدالمنعم صالح محمود العلي وقد عرف باسمه المستعار في مطلع السبعينات لظروف أمنية حالكة، وهذه بعض ومضات من حياة الشيخ :
• طالب علم شرعي منذ التحاقه بركب الدعوة في الخمسينات وتتلمذ على يد كبار علماء بغداد من أمثال الشيخ محمد القزلجي في الفقه الحنفي، والشيخ أمجد الزهاوي فقيه العراق، والشيخ عبدالقادر الخطيب إمام بغداد، والشيخ عبدالكريم الصاعقة شيخ السلفية في زمانه ودرس على يديه الصحيحين وكذلك العلماء الآخرون من أمثال الدكتور محمد تقي الدين الهلالي، كما كانت له لقاءات كثيرة وجلسات طيبة مع محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ جعفر شيخ إدريس احد رموز الحركة السلفية في هذا الزمان
• كما انه سلفي العقيدة وقد ذكر هذا في أكثر من موضع، والى هذه العقيدة تنتسب جماعة الإخوان المسلمين ولا يختلف على ذلك اثنان وبها جاءت الأصول العشرين للإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله.
• فتح الله على يديه انطلاقة الدعوة مع الأخيار في الكويت في السبعينات فكان نعم المربي لشباب الدعوة هناك مع الشيخ عدنان الرومي والشيخ عبدالحميد البلالي وبقية الفضلاء من جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي .
• كان من أوائل المبادرين في التخطيط والعمل على نشر عقيدة أهل السنة والجماعة في (إيران) والوقوف بوجه التشيع هناك، وقد لبى نداءه آنذاك جمهرة من الشباب المسلم يتقدمهم الشيخ الشهيد ناصر سبحاني رحمه الله الذي اغتالته حكومة الخميني بعد أن اكتشفوا نشاطه الواسع هو والشيخ احمد مفتي زادة عليهما رحمة الله .
• عمل نشاط إسلامي واسع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصار مرجعاً فكرياً للجميع، وجاهر بدعوته الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني مما جعل السلطات آنذاك تقوم باعتقاله لمدة سنتين، وأجبرته على الرحيل، فترك البلاد العربية فاراً بدينه وعقيدته غير مبالٍ بالعواقب .
• له مئات المحاضرات والدروس واللقاءات في عمر نصف قرن أو يزيد في مختلف الأقطار ماليزيا، والسودان، والإمارات، وأميركا ، وعموم أوربا، والمغرب العربي ، فضلاً عن بلده العراق .
• وكانت مؤلفاته (المنطلق، الرقائق، العوائق، صناعة الحياة، المسار، منهجية التربية الدعوية، أصول الإفتاء ، تهذيب مدارج السالكين، تهذيب كتاب الغياثي، بوارق العراق، رؤى تخطيطية، رسائل العين، مواعظ داعية، دفاع عن أبي هريرة، عبير الوعي، رسائل الحياة، فن العمارة الدعوية) كلها منابع عذبة يستقي منها طلاب العلم في مختلف البلدان ويستفيد منها الدارسون وأهل الدعوة .
هذا هو الراشد باختصار شديد موجز، ملء السمع والبصر، وطن نفسه على الجهر بدعوة الله، ومقارعة الطواغيت في كل زمان ومكان، وهو السقف العالي لجميع طبقات المسلمين على اختلاف أفكارهم وفي مقدمتهم الحركة السلفية ولا زلت أذكر لقاءاً جمع الشيخ الراشد ببعض مشايخ السلفية وأركانها في العراق فكانوا يتحدثون إليه كحديث الطلاب مع شيخهم ويقولون له بالحرف الواحد (نحن معك ورهن إشارتك)، ودخلوا معه في مجلس شورى أهل السنة والجماعة فأي سلفية هذه التي يتحدث عنها الكاتب .
كما انه يؤسفني القول انه سمى نفسه (بشير مصلح ) فلم يكن نقده في موضعه الصحيح ولم يحمل بشارة الإنصاف والعدل بين عباراته وكلماته، ولم يكن مصلحاً في مقصد رسالته بل كانت في مجملها تنم عن حسد شديد لا تليق بمسلم يدعي الانتماء إلى قافلة الجهاد المبارك .
2. أما الحديث عن كلام الشيخ بخصوص رسالة (سيوفنا الخمسة) فهي لما في الرابطة الروحية وقرب الصلة الفكرية بينه وبين أبناء الجبهة الإسلامية (جامع)، وكل الرسالة ليست فيها إشارة ذم أو تعريض لا من قريب ولا بعيد لأي من الجهات العاملة في ميدان الجهاد، ولا يعني قولنا أن زيداُ مصلي يرتاد المسجد، نريد بذلك أن عمرواً يأتي المنكرات ، وعبارة (يعطي انطباعاً) هذا شعور نقص للكاتب ولا يعبر عن الدلالة الحقيقية لسياق الكلام، فلقد ُقرأت الرسالة من قبل جمهور عريض منتشر في أصقاع الأرض لشهور طويلة وتلقتها الأيادي المتوضئة بقبول حسن، ولكنه الحسد والبغضاء حين يستولي على القلوب والعقول
3. أراد الكاتب في رسالته أن يُسقط النصوص الواردة في رسالة الأستاذ الراشد موضع مفهوم المخالفة، ولكن هيهات !! أما علمت أن مفهوم المخالفة يحتوي على أنواع عدة ومنها (الغاية، الشرط، العدد، اللقب) وقد اجمع جمهور الأصوليين على أن مفهوم اللقب لا يعمل في مفهوم المخالفة وجاءوا بالمثال الشهير من الآية الكريمة (محمد رسول الله) هل يعني ذلك أن غير النبي عليه الصلاة والسلام ليس برسول، بالطبع لا، لأن دلالة النص هنا ليست للحصرية وإنما لإضافة اللقب كقولنا زيد عالم حديث مما يعني وجود أشخاص آخرين لهم دراية بعلم الحديث، واستخدام اسم (جامع) هو (مفهوم لقب) وبالتالي لا مكان له في مفهوم المخالفة من حيث دلالة النص، وإن شئت فارجع إلى كتب الأصول المعتمدة في هذا الباب ومنها (أرشاد الفحول إلى علم الأصول للشوكاني، المستصفى من علم الأصول للغزالي، أصول الفقه للشيخ محمد الخضري).
4. ومن المسائل التي ساقها (بشير)، هي أن الشيخ يذكر تفاصيل دقيقة عن (جامع)، ومن أين حصل عليها، وليعلم الكاتب ومن بعده القراء الكرام أن (جامع) هي بناء مؤسساتي منضبط بقواعد السمع والطاعة، ولا تعمل بانفرادية بل شورى ملزمة من قيادة الهرم إلى أصغر المجموعات العاملة في الميدان، فبالتالي جميع خطواتها واضحة جلية لدى القيادة العليا للجبهة، وهي بدورها تجيب عن كل سؤال من قبل الأستاذ أو غيره من الثقات .
5. حين ذكر الأستاذ الراشد صفات أبناء الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) فذلك من باب التحديث بنعمة الله سبحانه، وكذلك تشجيعاً ورفعاً لمعنويات المجاهدين في الساحة، إذ المعركة طويلة وهي بحاجة إلى دعم مستمر بمختلف أشكاله، وحتى عندما جاء على ذكر صفاتها ومناقبها كان ذلك في إطار تعريف (المعين) ولا علاقة للآخرين بهذا التعريف، شأنه في ذلك طريقة العلماء في الترجمة عن طبقة معينة مثل طبقات الشافعية للإمام السبكي رحمه الله، هل للحنفية أو الحنابلة حق الاعتراض في أن تراجمهم لم يرد ذكرها في الطبقات، إذ هو تعريف خاص بفصيل معين، أورد فيها جملة من المعلومات والتفاصيل لا يحق لأحد شرعاً أو خلقاً أن يقحم نفسه في محتواها إلا الجهة المعنية .
6. ثم الكاتب (بشير)، يهاجم الشيخ الراشد ويصفه بمزور تاريخ الجهاد، من المزور؟ الذي يذكر الحقيقة كاملةً ويضع الخطوات كاملة لمشروع إسلامي شامل يبدأ بالجهاد وينتهي بتكوين الدولة، أم من يقفز على الحقائق وينسب عملية (CIA ) إلى الجيش الإسلامي ويعرف المتابعين لتلك الأحداث أن هذه العملية قامت بها كتائب ثورة العشرين لكن الذي صور العملية أعطاها لشخص لاحقا ادعى الجيش انه ينتسب له ولم يكن لاسم الجيش – رسميا وجود- وسيأتي الحديث عنها في وقتها المناسب .
7. حال جماعة الإخوان المسلمين مثل بقية الجماعات الصوفية والسلفية في موضوع انطلاقة الجماعات الجهادية ودليلنا على ذلك البيان الأول لكتائب ثورة العشرين التي هي معظمها من كوادر جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت أسماء مجموعاتها من تلك القيادات مثل كتيبة الشيخ الصواف، وكتيبة محمود شيت خطاب، وكتيبة الشيخ أحمد ياسين .
8. يتهم الكاتب (بشير) الأستاذ الراشد بأنه يطعن ( في أعراض بقية الفصائل) وهذا بهتان عظيم، كل من يطالع رسالة (سيوفنا الخمسة) يكتشف هذه الأكذوبة، فهل من يتكلم عن (المعين) بشرف النسب ونجابة الأصل يكون قادحاً في أعراض الآخرين، ولو سلمنا بهذا الكلام جدلاً لما أستطاع أحدٌ أن يكتب عن عائلته أو قومه أو حتى مذكراته لأنه سيكون في قفص الاتهام على حد قول الكاتب.
9. من يقرأ رسالة (سيوفنا الخمسة)، سيجد نفسه أمام شيخ عشق الجهاد وأحب المجاهدين وناصرهم بلسانه وقلمه وقد حرم من دخول البلد بسبب مواقفه التي يدعو فيها إلى الاستعلاء ورفع راية الجهاد، وتمريغ انف المحتل وطرده، بل وأبعد من ذلك حين تناول الشيخ الراشد فصلاً من فصول كتابه المنطلق في بيان فضل الجهاد والمجاهدين وهذا الكلام يعود إلى السبعينات من القرن الماضي، ولكن بهتان (بشير) يصدق عليه الحديث المتفق عليه عند الشيخين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ماشئت )) .
10. يدعي الكاتب السلفية والقرب من رياض السلف الصالح عليهم الرضوان وهو في ذات الوقت يهاجم أبناء الحركة الإسلامية ويضفي أنواعا من الثناء الجميل على مجموعة قناص العراق التي أعطت ولائها (لعزة الدوري) والجميع يعرف هذا الرجل وعقيدته وموقفة من المسلمين والدعوة، أما المجموعة الثانية (صياد الكاسحات) فهي لتنظيم القاعدة التي أوغلت في دماء المسلمين، وكانت الصورة الممسوخة للمشروع المقاوم في أرض العراق .
11. يقرر الكاتب في رسالته أن الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) عبر جناحها العسكري كتائب صلاح الدين هي قليلة العمليات ولا تتعدى العشرات، والمعيار في التقييم حتى لا يتهم طرف بالكذب والبهتان هو العمليات المصورة ضد الاحتلال فالانترنت متاح وجمهور الناس والمهتمين بشأن الجهاد يحكمون لمن الكثرة ووفرة الرصيد على الأرض .
12. ينتقد الكاتب أداء (جامع) ومن وراء ذلك جماعة الإخوان المسلمين في العراق ويصفهم (بالنائمين الذي يأتي شخيرهم بالتائه)، أما علم (بشير) أن هذه الجماعة هي التي أخذت على عاتقها الدعوة ونشر الإسلام في مرحلة ما قبل الاحتلال وتعرض رموزها إلى محاكمات وإعدام وسجون ما الله به عليم، وبعد الاحتلال وقفت هذه الجماعة موقف الشجاع حين عملت رجل إنقاذ على مستوى الإغاثة، وعلى السعي لترتيب البيت السُني، وحين رفعت البنادق في وجه المحتل كانوا أول المبادرين في رفع راية الجهاد ممثلين في كتائب ثورة العشرين .
13. تعمد الكاتب تزوير الحقائق وذكر في رسالته أن انطلاقة الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية كانت في نهاية العام الثاني للاحتلال وهذا كذب صريح، لأن أول عملية نفذها أبناء (جامع) كانت بتاريخ15/4/2004 ، وقد أستشهد في العملية أخوين أشقاء نشرت قصتهما في العدد الأول من مجلة (جامع)، وصدر البيان الأول لجامع بتاريخ 28/5/2004 وتضمن (15) عملية ونشره موقع إسلام أون لاين وهو موقع إسلامي معروف على شبكة الانترنت، أما البيان الأول للجيش الإسلامي في العراق فكان بتاريخ 2/6/2005 وتضمن (5)عمليات، وهذا منشور على الموقع الرسمي للجيش الإسلامي، وكذلك منتديات البراق، فإذا كان الجيش يمتلك السبق في مسيرة الجهاد فليزودنا الكاتب ببيان غير ما وجدنا، ولتوضع الحقيقة كاملة أمام الناس للحكم والقول الفصل في موضوع من كان السباق في ميدان الجهاد، وليتذكر الجميع إننا لسنا من فتح هذا الملف بل اضطررنا إليه رداً على البهتان والتزوير .
14. يعمد الكاتب إلى الالتفاف على النصوص، ويحرض الأبرار من بقية الفصائل على تبني موقف العداء تجاه الأستاذ الراشد متهماً إياه (بالقدح) للمجاميع الأخرى في ساحة الجهاد، وغابت عنه معاني الإنصاف، وقول الحق، وهذا واردٌ في طبائع البشر الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، لماذا لم تبصر عيناك رسالة (صولة الأصالة)، وهي أيضاً من تأليف الشيخ الراشد الذي امتدح فيها مشروع الجهاد وذكر فصائل المقاومة بكل خير ومنها الجيش الإسلامي الذي ينتسب إليه الكاتب، أم انه الاصطياد الذي يعمد إليه من في قلبه مرض كمن يقرأ قوله تعالى في سورة الهمزة ( فويلٌ للمصلين)، ويقف عندها ولا يتم قراءة الآية .
15. يتناقض الكاتب مع نفسه فتارة يتهم الأستاذ الراشد بالكذب ـ عفواً ـ وتزوير الحقائق، وعند ختام الرسالة يقول أن له من الإصلاح وقيادة مشروع النهضة نصيب، فكيف جمعت بين هذه المتناقضات وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام (( أيزني المسلم؟ قال نعم، قال أيسرق ؟ قال : نعم ، قال أيكذب ؟ قال : لا)).
16. كما أن الكاتب جانب العدل في القول، فإن كان على سبيل الفرضية أن الكاتب يختلف مع الأستاذ الراشد في بعض الآراء والتوجهات وهذا واردٌ ولا إشكال عليه، لأنه جزءٌ لازمٌ من تكوين شخصية الإنسان أن يختلف مع الآخرين، فليس من الإسلام في شيء ولا الخلق القويم ولا أعراف العرب أن يلصق به التهم الباطلة والتي تنوء بحملها الجبال .
17. يريد الكاتب (بشير)، أن يوهم القراء بأن مشكلته مع الأستاذ الراشد وهو يبعد (جامع)، عن واجهة ردوده، والحقيقة هي مع الاثنين في آن واحد، فإذا كان المدح والثناء الذي جاء في رسالة سيوفنا الخمسة لا ينبغي لـ (جامع)، فلماذا دخلتم معهم في مجلس سياسي واحد، وإذا كنتم تسيئون الظن بشركائكم في ميدان الجهاد، فما هو موقفكم من التنوع الموجود في البلد وانتم تختلفون معه في الدين والعقيدة والفكر ؟ .
18. عرفت (جامع) بعفة اللسان وعدم تجريح الآخرين، عاملين بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (( أتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))، والناس هنا للعموم، وهذا هو دأب أبناء كتائب صلاح الدين الأيوبي في ملازمة القول الحسن، وتجنب الفتن، ودعوة الآخرين إلى النصرة والتأييد بالحكمة والموعظة الحسنة .
19. يلمح الكاتب أن الجبهة الإسلامية (جامع) غير معروفة لدى كثير من الناس، ونسي هذا (الدعي) أن هذه الكتائب لها نشاط واسع ومعلومة لدى غالب جمهرة المسلمين في الداخل أو الخارج، ويكفي أن عملياتها تصدرت صفحات الأخبار في كثير من وسائل الإعلام في العالم مثل (الشرق الأوسط، صحيفة العرب القطرية، صحيفة الشروق، جريدة السبيل الأردنية، صحيفة الخليج الإماراتية، صحيفة عكاظ، قناة الجزيرة، قناة الحوار، قناة BBC الانكليزية، ويضاف إليها مواقع الانترنت)، فضلاً عن الأخبار التي يتداولها الشباب المسلم في مختلف محافظات العراق .
20. وفي نهاية هذه الوريقات القليلة، يظهر أن الذي كتب رسالة (عندما يزور التاريخ)، هو للأسف الشديد من المفلسين في الحقل الإسلامي ولم يجد لنفسه مكاناً يذكر فيه اسمه وتردد أباطيل كلماته إلا في تناول لحوم العلماء وهي مسمومة كما ورد في الأثر.
وهو من جهة أخرى يريد الظهور بمظهر المؤرخ لتاريخ الجهاد في العراق ولا إشكال في ذلك ولا عيب، لكن شريطة أن يلتزم الكاتب منهجية الصدق وذكر الحقائق، وإنزال القول المناسب في مكانه، أما أن يقوم بلف حبال التضليل والتشكيك بثقة تلقى جمهور المسلمين كلامه بحسن التلقي والإتباع، فهذا مشيٌ في المكان المحذور الذي يصيب سالكيه بالندم والخسران .
ويتبين بما لا يدع مجالاً للشك أن الكاتب (بشير)، يضع نفسه مع المتاجرين بدماء المجاهدين الذين روت دمائهم أرض العراق الطيبة، وهو يتنكر لفصيل مجاهد جلَ همه أن تكون كلمة الله هي العليا ـ نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا ـ ولم يكتفي بهذا الهجوم المنكر بل أتبع ذلك بسيل من الاتهامات لجماعة عرف الناس سلامة دينها، وصفاء عقيدتها، ووقوفها مع قضايا الناس، وسهرها الدائم عبر جنودها المخلصين في حماية المساجد أيام الهجمة الطائفية التي عصفت بالبلاد، وقائمة طويلة من الشهداء البررة على أيدي الخوارج الجدد ـ القاعدة ـ .
وكذلك مواكبتها للأحداث في الداخل والخارج فعند توقيع الاتفاقية الأمنية رفضتها وأصدرت في ذلك بياناً للناس، وصدح خطباء الجماعة في المساجد يحذرون من التوقيع عليها والمحاذير الشرعية المترتبة على ذلك التوقيع .
وهي في خضم معاناتها مع الألم الذي تعيشه على أرض العراق، لم تنس أخواناً لها في أرض الإسراء والمعراج فبادروا بالنصرة والدعم ايفاءاً بالعهد والواجب الشرعي، وتعزيزاً للذكرى الشامخة التي تركها الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله في نفوس الأمة حين جهز أربع كتائب جهادية ومنها كتيبة العراق بقيادة الشيخ الصواف رحمه الله، هذه هي جماعة الإخوان المسلمين في كل زمان ومكان، وشعارها العتيد الذي خلدته الأيام (الجهاد سبيلنا) وصدقه الواقع بحمم لاهبة، وعاصفة النار التي أذاقت المحتل صنوف العذاب، وليس آخراً حملة 100 يوم الثانية .
وفي هذا القدر كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد ....
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
عبدالله عمر
أحد تلامذة الأستاذ الراشد
قل الحق
رداً على رسالة
(عندما يزور التاريخ وتسرق الحقيقة، للكاتب بشير مصلح)
وهي تأتي في سياق بيان الحقيقة كاملة وبأدلة ثابتة، مع تعريف موجز لفضيلة شيخنا الأستاذ الراشد حفظه الله، كجزء بسيط من الوفاء إلى رجل بذل جهده ووضعنا بعد توفيق الله سبحانه على خطى الحق، ودرب الصالحين
بقلم
عبدالله عمر
أحد تلاميذ الأستاذ الراشد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المجاهدين محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار، ومن سار على نهجهم إلى دار القرار .
وبعد : فإني قد اطلعت على منشور تحت عنوان ( عندما يزور التاريخ وتسرق الحقيقة)، وقد حملت اسم كاتبها (بشير مصلح) عضو المكتب السياسي للجيش الإسلامي في العراق ، وقد تناول الكثير من المغالطات، والقفز على الحقائق، وتفسير النصوص الواردة من الأستاذ الراشد بالسيئ من الظن، والتعليق المجافي للحقيقة المبتعد عنها بعد المشرق عن المغرب، ولأجل بيان الحق ورد القول إلى نصابه، أود التعليق على مايلي :
في البداية : فكاتب هذه السطور هو من تلامذة الأستاذ الراشد حفظه الله وكنت مقرباً منه وأتكلم بلسان الرؤية والصحبة وما خبرت عنه من صفات وخلق وفكرٍ وعقيدة، وقبل ذلك كله وبعده التزامه منهج الوسطية في كل شيء .
1. أن فضيلة الأستاذ الراشد حفظه الله، يعرفه القاصي والداني وهو ليس بحاجة إلى كثير تعريف، وأقول للكاتب الذي سمى نفسه (بشير)، أن الراشد عرفه الناس حاملاً لواء الدعوة منذ وقت مبكر، وتعرض للكثير من المضايقات والاعتقالات، وعرف عنه الصدق وعفة اللسان، وطوال ما يزيد على نصف قرن من الزمن لم يكتب سطر واحد من قبل العلماء وأرباب الدعوة يذكر الشيخ الراشد بسوء، بل كان الثناء والمديح والاستشهاد بأقواله ومواعظه كثير مستفيض حتى صدق فيه قول الخنساء :
أغرٌ أبلج تأتم الهداة به كأنه علمٌ في رأسه نارُ
فمن (بشير) الذي لا يعرفه الناس حتى يأتي بكلمات الانتقاد ليضرب جبلاً من جبال المسلمين الراسخة في العلم والدعوة والتضحية والجهاد، هذا أولاً، وثانياً فالشيخ الراشد هو عبدالمنعم صالح محمود العلي وقد عرف باسمه المستعار في مطلع السبعينات لظروف أمنية حالكة، وهذه بعض ومضات من حياة الشيخ :
• طالب علم شرعي منذ التحاقه بركب الدعوة في الخمسينات وتتلمذ على يد كبار علماء بغداد من أمثال الشيخ محمد القزلجي في الفقه الحنفي، والشيخ أمجد الزهاوي فقيه العراق، والشيخ عبدالقادر الخطيب إمام بغداد، والشيخ عبدالكريم الصاعقة شيخ السلفية في زمانه ودرس على يديه الصحيحين وكذلك العلماء الآخرون من أمثال الدكتور محمد تقي الدين الهلالي، كما كانت له لقاءات كثيرة وجلسات طيبة مع محدث العصر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ جعفر شيخ إدريس احد رموز الحركة السلفية في هذا الزمان
• كما انه سلفي العقيدة وقد ذكر هذا في أكثر من موضع، والى هذه العقيدة تنتسب جماعة الإخوان المسلمين ولا يختلف على ذلك اثنان وبها جاءت الأصول العشرين للإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله.
• فتح الله على يديه انطلاقة الدعوة مع الأخيار في الكويت في السبعينات فكان نعم المربي لشباب الدعوة هناك مع الشيخ عدنان الرومي والشيخ عبدالحميد البلالي وبقية الفضلاء من جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي .
• كان من أوائل المبادرين في التخطيط والعمل على نشر عقيدة أهل السنة والجماعة في (إيران) والوقوف بوجه التشيع هناك، وقد لبى نداءه آنذاك جمهرة من الشباب المسلم يتقدمهم الشيخ الشهيد ناصر سبحاني رحمه الله الذي اغتالته حكومة الخميني بعد أن اكتشفوا نشاطه الواسع هو والشيخ احمد مفتي زادة عليهما رحمة الله .
• عمل نشاط إسلامي واسع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصار مرجعاً فكرياً للجميع، وجاهر بدعوته الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني مما جعل السلطات آنذاك تقوم باعتقاله لمدة سنتين، وأجبرته على الرحيل، فترك البلاد العربية فاراً بدينه وعقيدته غير مبالٍ بالعواقب .
• له مئات المحاضرات والدروس واللقاءات في عمر نصف قرن أو يزيد في مختلف الأقطار ماليزيا، والسودان، والإمارات، وأميركا ، وعموم أوربا، والمغرب العربي ، فضلاً عن بلده العراق .
• وكانت مؤلفاته (المنطلق، الرقائق، العوائق، صناعة الحياة، المسار، منهجية التربية الدعوية، أصول الإفتاء ، تهذيب مدارج السالكين، تهذيب كتاب الغياثي، بوارق العراق، رؤى تخطيطية، رسائل العين، مواعظ داعية، دفاع عن أبي هريرة، عبير الوعي، رسائل الحياة، فن العمارة الدعوية) كلها منابع عذبة يستقي منها طلاب العلم في مختلف البلدان ويستفيد منها الدارسون وأهل الدعوة .
هذا هو الراشد باختصار شديد موجز، ملء السمع والبصر، وطن نفسه على الجهر بدعوة الله، ومقارعة الطواغيت في كل زمان ومكان، وهو السقف العالي لجميع طبقات المسلمين على اختلاف أفكارهم وفي مقدمتهم الحركة السلفية ولا زلت أذكر لقاءاً جمع الشيخ الراشد ببعض مشايخ السلفية وأركانها في العراق فكانوا يتحدثون إليه كحديث الطلاب مع شيخهم ويقولون له بالحرف الواحد (نحن معك ورهن إشارتك)، ودخلوا معه في مجلس شورى أهل السنة والجماعة فأي سلفية هذه التي يتحدث عنها الكاتب .
كما انه يؤسفني القول انه سمى نفسه (بشير مصلح ) فلم يكن نقده في موضعه الصحيح ولم يحمل بشارة الإنصاف والعدل بين عباراته وكلماته، ولم يكن مصلحاً في مقصد رسالته بل كانت في مجملها تنم عن حسد شديد لا تليق بمسلم يدعي الانتماء إلى قافلة الجهاد المبارك .
2. أما الحديث عن كلام الشيخ بخصوص رسالة (سيوفنا الخمسة) فهي لما في الرابطة الروحية وقرب الصلة الفكرية بينه وبين أبناء الجبهة الإسلامية (جامع)، وكل الرسالة ليست فيها إشارة ذم أو تعريض لا من قريب ولا بعيد لأي من الجهات العاملة في ميدان الجهاد، ولا يعني قولنا أن زيداُ مصلي يرتاد المسجد، نريد بذلك أن عمرواً يأتي المنكرات ، وعبارة (يعطي انطباعاً) هذا شعور نقص للكاتب ولا يعبر عن الدلالة الحقيقية لسياق الكلام، فلقد ُقرأت الرسالة من قبل جمهور عريض منتشر في أصقاع الأرض لشهور طويلة وتلقتها الأيادي المتوضئة بقبول حسن، ولكنه الحسد والبغضاء حين يستولي على القلوب والعقول
3. أراد الكاتب في رسالته أن يُسقط النصوص الواردة في رسالة الأستاذ الراشد موضع مفهوم المخالفة، ولكن هيهات !! أما علمت أن مفهوم المخالفة يحتوي على أنواع عدة ومنها (الغاية، الشرط، العدد، اللقب) وقد اجمع جمهور الأصوليين على أن مفهوم اللقب لا يعمل في مفهوم المخالفة وجاءوا بالمثال الشهير من الآية الكريمة (محمد رسول الله) هل يعني ذلك أن غير النبي عليه الصلاة والسلام ليس برسول، بالطبع لا، لأن دلالة النص هنا ليست للحصرية وإنما لإضافة اللقب كقولنا زيد عالم حديث مما يعني وجود أشخاص آخرين لهم دراية بعلم الحديث، واستخدام اسم (جامع) هو (مفهوم لقب) وبالتالي لا مكان له في مفهوم المخالفة من حيث دلالة النص، وإن شئت فارجع إلى كتب الأصول المعتمدة في هذا الباب ومنها (أرشاد الفحول إلى علم الأصول للشوكاني، المستصفى من علم الأصول للغزالي، أصول الفقه للشيخ محمد الخضري).
4. ومن المسائل التي ساقها (بشير)، هي أن الشيخ يذكر تفاصيل دقيقة عن (جامع)، ومن أين حصل عليها، وليعلم الكاتب ومن بعده القراء الكرام أن (جامع) هي بناء مؤسساتي منضبط بقواعد السمع والطاعة، ولا تعمل بانفرادية بل شورى ملزمة من قيادة الهرم إلى أصغر المجموعات العاملة في الميدان، فبالتالي جميع خطواتها واضحة جلية لدى القيادة العليا للجبهة، وهي بدورها تجيب عن كل سؤال من قبل الأستاذ أو غيره من الثقات .
5. حين ذكر الأستاذ الراشد صفات أبناء الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) فذلك من باب التحديث بنعمة الله سبحانه، وكذلك تشجيعاً ورفعاً لمعنويات المجاهدين في الساحة، إذ المعركة طويلة وهي بحاجة إلى دعم مستمر بمختلف أشكاله، وحتى عندما جاء على ذكر صفاتها ومناقبها كان ذلك في إطار تعريف (المعين) ولا علاقة للآخرين بهذا التعريف، شأنه في ذلك طريقة العلماء في الترجمة عن طبقة معينة مثل طبقات الشافعية للإمام السبكي رحمه الله، هل للحنفية أو الحنابلة حق الاعتراض في أن تراجمهم لم يرد ذكرها في الطبقات، إذ هو تعريف خاص بفصيل معين، أورد فيها جملة من المعلومات والتفاصيل لا يحق لأحد شرعاً أو خلقاً أن يقحم نفسه في محتواها إلا الجهة المعنية .
6. ثم الكاتب (بشير)، يهاجم الشيخ الراشد ويصفه بمزور تاريخ الجهاد، من المزور؟ الذي يذكر الحقيقة كاملةً ويضع الخطوات كاملة لمشروع إسلامي شامل يبدأ بالجهاد وينتهي بتكوين الدولة، أم من يقفز على الحقائق وينسب عملية (CIA ) إلى الجيش الإسلامي ويعرف المتابعين لتلك الأحداث أن هذه العملية قامت بها كتائب ثورة العشرين لكن الذي صور العملية أعطاها لشخص لاحقا ادعى الجيش انه ينتسب له ولم يكن لاسم الجيش – رسميا وجود- وسيأتي الحديث عنها في وقتها المناسب .
7. حال جماعة الإخوان المسلمين مثل بقية الجماعات الصوفية والسلفية في موضوع انطلاقة الجماعات الجهادية ودليلنا على ذلك البيان الأول لكتائب ثورة العشرين التي هي معظمها من كوادر جماعة الإخوان المسلمين والتي كانت أسماء مجموعاتها من تلك القيادات مثل كتيبة الشيخ الصواف، وكتيبة محمود شيت خطاب، وكتيبة الشيخ أحمد ياسين .
8. يتهم الكاتب (بشير) الأستاذ الراشد بأنه يطعن ( في أعراض بقية الفصائل) وهذا بهتان عظيم، كل من يطالع رسالة (سيوفنا الخمسة) يكتشف هذه الأكذوبة، فهل من يتكلم عن (المعين) بشرف النسب ونجابة الأصل يكون قادحاً في أعراض الآخرين، ولو سلمنا بهذا الكلام جدلاً لما أستطاع أحدٌ أن يكتب عن عائلته أو قومه أو حتى مذكراته لأنه سيكون في قفص الاتهام على حد قول الكاتب.
9. من يقرأ رسالة (سيوفنا الخمسة)، سيجد نفسه أمام شيخ عشق الجهاد وأحب المجاهدين وناصرهم بلسانه وقلمه وقد حرم من دخول البلد بسبب مواقفه التي يدعو فيها إلى الاستعلاء ورفع راية الجهاد، وتمريغ انف المحتل وطرده، بل وأبعد من ذلك حين تناول الشيخ الراشد فصلاً من فصول كتابه المنطلق في بيان فضل الجهاد والمجاهدين وهذا الكلام يعود إلى السبعينات من القرن الماضي، ولكن بهتان (بشير) يصدق عليه الحديث المتفق عليه عند الشيخين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ماشئت )) .
10. يدعي الكاتب السلفية والقرب من رياض السلف الصالح عليهم الرضوان وهو في ذات الوقت يهاجم أبناء الحركة الإسلامية ويضفي أنواعا من الثناء الجميل على مجموعة قناص العراق التي أعطت ولائها (لعزة الدوري) والجميع يعرف هذا الرجل وعقيدته وموقفة من المسلمين والدعوة، أما المجموعة الثانية (صياد الكاسحات) فهي لتنظيم القاعدة التي أوغلت في دماء المسلمين، وكانت الصورة الممسوخة للمشروع المقاوم في أرض العراق .
11. يقرر الكاتب في رسالته أن الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) عبر جناحها العسكري كتائب صلاح الدين هي قليلة العمليات ولا تتعدى العشرات، والمعيار في التقييم حتى لا يتهم طرف بالكذب والبهتان هو العمليات المصورة ضد الاحتلال فالانترنت متاح وجمهور الناس والمهتمين بشأن الجهاد يحكمون لمن الكثرة ووفرة الرصيد على الأرض .
12. ينتقد الكاتب أداء (جامع) ومن وراء ذلك جماعة الإخوان المسلمين في العراق ويصفهم (بالنائمين الذي يأتي شخيرهم بالتائه)، أما علم (بشير) أن هذه الجماعة هي التي أخذت على عاتقها الدعوة ونشر الإسلام في مرحلة ما قبل الاحتلال وتعرض رموزها إلى محاكمات وإعدام وسجون ما الله به عليم، وبعد الاحتلال وقفت هذه الجماعة موقف الشجاع حين عملت رجل إنقاذ على مستوى الإغاثة، وعلى السعي لترتيب البيت السُني، وحين رفعت البنادق في وجه المحتل كانوا أول المبادرين في رفع راية الجهاد ممثلين في كتائب ثورة العشرين .
13. تعمد الكاتب تزوير الحقائق وذكر في رسالته أن انطلاقة الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية كانت في نهاية العام الثاني للاحتلال وهذا كذب صريح، لأن أول عملية نفذها أبناء (جامع) كانت بتاريخ15/4/2004 ، وقد أستشهد في العملية أخوين أشقاء نشرت قصتهما في العدد الأول من مجلة (جامع)، وصدر البيان الأول لجامع بتاريخ 28/5/2004 وتضمن (15) عملية ونشره موقع إسلام أون لاين وهو موقع إسلامي معروف على شبكة الانترنت، أما البيان الأول للجيش الإسلامي في العراق فكان بتاريخ 2/6/2005 وتضمن (5)عمليات، وهذا منشور على الموقع الرسمي للجيش الإسلامي، وكذلك منتديات البراق، فإذا كان الجيش يمتلك السبق في مسيرة الجهاد فليزودنا الكاتب ببيان غير ما وجدنا، ولتوضع الحقيقة كاملة أمام الناس للحكم والقول الفصل في موضوع من كان السباق في ميدان الجهاد، وليتذكر الجميع إننا لسنا من فتح هذا الملف بل اضطررنا إليه رداً على البهتان والتزوير .
14. يعمد الكاتب إلى الالتفاف على النصوص، ويحرض الأبرار من بقية الفصائل على تبني موقف العداء تجاه الأستاذ الراشد متهماً إياه (بالقدح) للمجاميع الأخرى في ساحة الجهاد، وغابت عنه معاني الإنصاف، وقول الحق، وهذا واردٌ في طبائع البشر الذين يحرفون الكلم عن مواضعه، لماذا لم تبصر عيناك رسالة (صولة الأصالة)، وهي أيضاً من تأليف الشيخ الراشد الذي امتدح فيها مشروع الجهاد وذكر فصائل المقاومة بكل خير ومنها الجيش الإسلامي الذي ينتسب إليه الكاتب، أم انه الاصطياد الذي يعمد إليه من في قلبه مرض كمن يقرأ قوله تعالى في سورة الهمزة ( فويلٌ للمصلين)، ويقف عندها ولا يتم قراءة الآية .
15. يتناقض الكاتب مع نفسه فتارة يتهم الأستاذ الراشد بالكذب ـ عفواً ـ وتزوير الحقائق، وعند ختام الرسالة يقول أن له من الإصلاح وقيادة مشروع النهضة نصيب، فكيف جمعت بين هذه المتناقضات وقد سئل النبي عليه الصلاة والسلام (( أيزني المسلم؟ قال نعم، قال أيسرق ؟ قال : نعم ، قال أيكذب ؟ قال : لا)).
16. كما أن الكاتب جانب العدل في القول، فإن كان على سبيل الفرضية أن الكاتب يختلف مع الأستاذ الراشد في بعض الآراء والتوجهات وهذا واردٌ ولا إشكال عليه، لأنه جزءٌ لازمٌ من تكوين شخصية الإنسان أن يختلف مع الآخرين، فليس من الإسلام في شيء ولا الخلق القويم ولا أعراف العرب أن يلصق به التهم الباطلة والتي تنوء بحملها الجبال .
17. يريد الكاتب (بشير)، أن يوهم القراء بأن مشكلته مع الأستاذ الراشد وهو يبعد (جامع)، عن واجهة ردوده، والحقيقة هي مع الاثنين في آن واحد، فإذا كان المدح والثناء الذي جاء في رسالة سيوفنا الخمسة لا ينبغي لـ (جامع)، فلماذا دخلتم معهم في مجلس سياسي واحد، وإذا كنتم تسيئون الظن بشركائكم في ميدان الجهاد، فما هو موقفكم من التنوع الموجود في البلد وانتم تختلفون معه في الدين والعقيدة والفكر ؟ .
18. عرفت (جامع) بعفة اللسان وعدم تجريح الآخرين، عاملين بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (( أتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))، والناس هنا للعموم، وهذا هو دأب أبناء كتائب صلاح الدين الأيوبي في ملازمة القول الحسن، وتجنب الفتن، ودعوة الآخرين إلى النصرة والتأييد بالحكمة والموعظة الحسنة .
19. يلمح الكاتب أن الجبهة الإسلامية (جامع) غير معروفة لدى كثير من الناس، ونسي هذا (الدعي) أن هذه الكتائب لها نشاط واسع ومعلومة لدى غالب جمهرة المسلمين في الداخل أو الخارج، ويكفي أن عملياتها تصدرت صفحات الأخبار في كثير من وسائل الإعلام في العالم مثل (الشرق الأوسط، صحيفة العرب القطرية، صحيفة الشروق، جريدة السبيل الأردنية، صحيفة الخليج الإماراتية، صحيفة عكاظ، قناة الجزيرة، قناة الحوار، قناة BBC الانكليزية، ويضاف إليها مواقع الانترنت)، فضلاً عن الأخبار التي يتداولها الشباب المسلم في مختلف محافظات العراق .
20. وفي نهاية هذه الوريقات القليلة، يظهر أن الذي كتب رسالة (عندما يزور التاريخ)، هو للأسف الشديد من المفلسين في الحقل الإسلامي ولم يجد لنفسه مكاناً يذكر فيه اسمه وتردد أباطيل كلماته إلا في تناول لحوم العلماء وهي مسمومة كما ورد في الأثر.
وهو من جهة أخرى يريد الظهور بمظهر المؤرخ لتاريخ الجهاد في العراق ولا إشكال في ذلك ولا عيب، لكن شريطة أن يلتزم الكاتب منهجية الصدق وذكر الحقائق، وإنزال القول المناسب في مكانه، أما أن يقوم بلف حبال التضليل والتشكيك بثقة تلقى جمهور المسلمين كلامه بحسن التلقي والإتباع، فهذا مشيٌ في المكان المحذور الذي يصيب سالكيه بالندم والخسران .
ويتبين بما لا يدع مجالاً للشك أن الكاتب (بشير)، يضع نفسه مع المتاجرين بدماء المجاهدين الذين روت دمائهم أرض العراق الطيبة، وهو يتنكر لفصيل مجاهد جلَ همه أن تكون كلمة الله هي العليا ـ نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا ـ ولم يكتفي بهذا الهجوم المنكر بل أتبع ذلك بسيل من الاتهامات لجماعة عرف الناس سلامة دينها، وصفاء عقيدتها، ووقوفها مع قضايا الناس، وسهرها الدائم عبر جنودها المخلصين في حماية المساجد أيام الهجمة الطائفية التي عصفت بالبلاد، وقائمة طويلة من الشهداء البررة على أيدي الخوارج الجدد ـ القاعدة ـ .
وكذلك مواكبتها للأحداث في الداخل والخارج فعند توقيع الاتفاقية الأمنية رفضتها وأصدرت في ذلك بياناً للناس، وصدح خطباء الجماعة في المساجد يحذرون من التوقيع عليها والمحاذير الشرعية المترتبة على ذلك التوقيع .
وهي في خضم معاناتها مع الألم الذي تعيشه على أرض العراق، لم تنس أخواناً لها في أرض الإسراء والمعراج فبادروا بالنصرة والدعم ايفاءاً بالعهد والواجب الشرعي، وتعزيزاً للذكرى الشامخة التي تركها الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله في نفوس الأمة حين جهز أربع كتائب جهادية ومنها كتيبة العراق بقيادة الشيخ الصواف رحمه الله، هذه هي جماعة الإخوان المسلمين في كل زمان ومكان، وشعارها العتيد الذي خلدته الأيام (الجهاد سبيلنا) وصدقه الواقع بحمم لاهبة، وعاصفة النار التي أذاقت المحتل صنوف العذاب، وليس آخراً حملة 100 يوم الثانية .
وفي هذا القدر كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد ....
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
عبدالله عمر
أحد تلامذة الأستاذ الراشد
coco- عضو جديد
- عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 01/07/2010
مواضيع مماثلة
» بيان صادر عن قيادة جيش رجال الطريقة النقشبندية بمناسبة انتصار المجاهدين الأبطال على قوات الاحتلال
» قصف مقر للعدو الأمريكي بصاروخ الحق
» أناشيد لفرقة حناجر أهل الحق
» قصف مقر للعدو الامريكي بصاروخي الحق
» مقال بعنوان / وعد الحق -- من المجلة النقشبندية
» قصف مقر للعدو الأمريكي بصاروخ الحق
» أناشيد لفرقة حناجر أهل الحق
» قصف مقر للعدو الامريكي بصاروخي الحق
» مقال بعنوان / وعد الحق -- من المجلة النقشبندية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى