بوش يخوض الحرب على العالم 1
ملتقى محبي جيش رجال الطريقة النقشبندية :: قسم السياسة والاعلام :: منتدى السياسة والاعلام والعلاقات العامة
صفحة 1 من اصل 1
بوش يخوض الحرب على العالم 1
[size=12]أسرار المذكرة السباعية التي تحولت إلى إنذار لباكستان
صقور الإدارة الأميركية يترجمون هوسهم بضرب العراق إلى تحركات
في أول اجتماع عقده الرئيس بوش لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بدأت تتضح معالم الخط السياسي لأميركا في أعقاب احداث سبتمبر 2001، ويمكن تحديد هذه المعالم في النقاط الموجزة التالية:
التأكيد على شعار «إما أن تكونوا معنا، والا فأنتم ـ بعد اذنكم ـ مع الإرهاب».
تكليف وزير الخارجية «باول» بابلاغ رسالة تحمل أو تجسد هذا الشعار الى دوائر العالم الخارجي، وبالذات الى كل من باكستان ونظام طالبان في افغانستان.
رامسفيلد ـ وزير الدفاع ـ طرح سؤالا في غاية الأهمية يقول: هل نركز على ابن لادن وتنظيم القاعدة وحسب ـ أم نقصد محاربة الارهاب على أساس أوسع نطاقا؟ باول وزير الخارجية رد على السؤال قائلا ـ من واقع محاضر المجلس التي اطلع عليها مؤلف الكتاب ـ ان الهدف هو (محاربة) الارهاب بأوسع معانيه.
تشيني نائب الرئيس ـ وكان قد خرج من مخبئه ـ زاد في تعريف هذا الجواب فقال: ان هذا يشمل الذين يساعدون الارهاب وهذا يعني ان نتجه الى الدول، ومجابهة الدول أيسر منالاً فالعثور على دول أسهل من العثور على ابن لادن.
الرئيس بوش بدا وكأنه اقرب الى أحاسيس الشارع وقتها ولذلك جاء توجيهه كما يلي: فلنبدأ باين لادن، وهو ما يتوقعه الأميركيون فإذا مانجحنا نكون قد واجهنا ضربة (موفقة) وبعدها نمضي خطوة الى الأمام. نحن أمام سرطان يهددنا وإذا ما توسعنا في تحديد التشخيص فقد يعسر فهمه على المواطن العادي. في تلك اللحظة ـ يضيف مؤلف الكتاب ـ توجه بوش نحو وزيرالحرب رامسفيلد بسؤال: ماذا يستطيع العسكريون ان يفعلوا؟ جاءه على الفور جواب موجز ومباغت: انه النذير اليسير من ناحية الفعالية.
وأصل الحكاية ان الوزير كان قد تشاور مع مرؤوسيه العسكريين في البنتاغون، وكان الجنرال تومي فرانكس المسئول عن القيادة المركزية قد ابلغه انهم يحتاجون عدة اشهر لكي يرسلوا قوات الى منطقة الشرق الأوسط ومايجاورها ولكي يجهزوا الخطط التي تقضي بشن هجوم عسكري واسع النطاق على افغانستان، هنالك اجابه الوزير: ياجنرال، لا تفكر في حكاية الشهور بل فكر في فترة أيام واسابيع، وعليك أن تحاول من جديد.
وافونا بأفكاركم!
في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس بوش صباح اليوم التالي كان مستعدا لمزيد من الشعارات التي قصدوا بها مخاطبة العالم، ومن قبله مخاطبة الرأى العام الداخلي، ساعتها وصف الرئيس العدو بأنه يعمل في طي الظلام ويعتمد أسلوب الكر والفر، ووعد بأنه سيجمع صفوف العالم وبأنهم سوف يعتصمون بحبال الصبر ولكن مع مزيد من تركيز الجهود وعمق التصميم. كان جورج بوش يتكلم داخل قاعة مجلس الأمن القومي وكان الاجتماع قد انفض وسمحوا بعدها بدخول الصحافيين، وتعمد بوش ـ أو تعمد اختصاصيو الاعلام والعلاقات العامة ـ ان يقتبسوا بعض شعارات رئيس أميركي أسبق هو روزفلت الذي قاد أميركا خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم اختتم بوش مؤتمره بعبارات قال فيها: إنه كفاح مرير بين الخير والشر، ولكن الخير هو الذي سينتصر في نهاية المطاف.
مؤلف هذا الكتاب يبدو شغوفاً ومثابراً على متابعة محاضر الجلسات التي عقدها مجلس الأمن القومي، أولا لأنها اتيحت له من أجل الاطلاع، وثانيا لأن المجلس يشكل اعلى سلطة للتخطيط وصنع القرار الاستراتيجي في أكبر دولة بالعالم، وثالثا لأنه يضم الاركان الأساسية في موازين الحرب والدبلوماسية بالبيت الأبيض، ومن محصلة هذا كله يتضح للمحلل مايلي:
إن الرئيس بوش كان يحث على المبادرة باتخاذ اجراءات تستجيب لمشاعر الاسى والصدمة لدى جماهير الشعب الأميركي.
ان نائب الرئيس كان يضغط باتجاه التركيز على الدول والنظم والمؤسسات السياسية التي يراها راعية للارهاب.
إن رامسفيلد كان متهما بأن تضم التحالفات المرتقبة شركاء جادين في التزاماتهم وليسوا متقاعسين عن تلك الالتزامات.
فجأة وفي غمار الأحاديث التي دارت حول ابن لادن، طالبان ـ القاعدة، الخ نلاحظ مع المؤلف اتجاها مستجدا من جانب وزير الحرب الأميركي، في هذا السياق يقول مؤلف الكتاب: أثار رامسفيلد مسألة العراق متسائلا: لماذا لا نتحرك ضد العراق ولا نقتصر على تنظيم القاعدة وحده؟ ولم يكن رامسفيلد يتكلم بالاصالة عن نفسه فقط حين اثار هذه المسألة بل كان نائبه ـ بول ولفويتز ملتزما بسياسة تقضي بجعل العراق هدفا رئيسيا في أول جولة من جولات الحرب على الارهاب.
في هذا السياق يمضي المؤلف الى مزيد من تفصيل على الوجه التالي: قبل هجمات سبتمبر، كان البنتاغون عاكفا على مدار شهور على تطوير خيار عسكري بخصوص العراق، كل من كان جالسا الى طاولة الاجتماع كان يرى ان الرئيس العراقي شخصية خطرة وقائد من دأبه اقتناء، وربما استخدام أسلحة الدمار الشامل، ومن ثم فإن أي حرب جادة ومكتملة ضد الارهاب، من شأنها أن تتخذ من العراق هدفا في نهاية المطاف، وكان رامسفيلد يثير اذن امكانية أن ينتهزوا الفرصة التي اتاحتها امامهم هجمات الارهابيين لكي يلاحقوا الرئيس العراقي بغير توان.
في السياق نفسه ـ من واقع اجتماعات مجلس الأمن القومي ـ بدأ وزير الخارجية باول معارضا ضرب العراق في تلك المرحلة ومن ثم جاء رده بأنهم انما يركزون على القاعدة، لأن الشعب الأميركي مرتكزة اهتماماته على القاعدة، وعبر باول عن رأيه هذا بعبارات ينقلها المؤلف على النحو التالي: أي اجراء يستحق دعما جماهيريا، والمسألة ليست فيما يؤيده التحالف الدولي، بل هي بالأحرى فيما يريد أن يؤيده الشعب الأميركي، والشعب الأميركي يريدنا ان نفعل شيئا ازاء تنظيم القاعدة.
في هذا الخصوص لم يشأ رئيس الدولة الأميركية ان ينحاز الى أي من الجانبين، وقال ان هذا ليس هو الوقت لحل المسألة مؤكدا من جديد على أن الهدف المحوري هو التوصل الى خطة عسكرية، من شأنها ان تلحق بالارهابيين آلاما حقيقية ودمارا فعليا.
في تلك الاثناء كانت دوائر المخابرات المركزية ناشطة في العمل، ربما لتلاحق تطورات الموقف، أو ربما لتعوض ـ امام القادة والمسئولين الكبار ـ مافاتها في مضمار التنبيه أو التحذير ازاء ماوقع من هجمات، وفي كل حال فقد دبت دفقة جديدة غير مسبوقة من نشاط في أوصال مديرية العمليات السرية بالمخابرات المركزية، وتم ارسال برقية ممهورة بخاتم السرية الفائقة الى شبكة العملاء في انحاء العالم وتحمل عنوانا يقول: «التصرف مطلوب: وافونا بأفكاركم» أما التوجيه الذي وضعه جيمس بافيت رجل المخابرات الاخطر رئيس العمليات السرية فكان يخاطب عملاءه ومرؤوسيه قائلا: ان المخابرات المركزية بصدد «وضع وتنفيذ برنامج جديد غير مسبوق للعمل السري بقصد ملاحقة وكشف ومحو من يمولون ويؤازرون الارهاب الراديكالي الاسلامي».
في المذكرة نفسها حثهم بافيت على ان يفكروا بأساليب جديدة ومبدعة بغير كوابح أو روادع أو قيود، واختتم المذكرة السرية قائلا: هذا البرنامج السري سوف يشمل عناصر شبه عسكرية، وعناصر لوجستية تعبوية وحربا نفسانية فضلا عن عمليات التجسس المتعارف عليها.
المذكرة السباعية الفصل الخامس من هذا الكتاب يفتتح سطوره بمذكرة من 7 نقاط وجهتها أميركا الى باكستان ـ وقد أعدها الوزير باول ومساعده في وزارة الخارجية ريتشارد ارميتاج، وأبرز هذه المطالب السبعة كانت كما يلي:
1ـ وقف كل عمليات وامدادات القاعدة على حدودكم.
2ـ ان تمنحونا حقوقا شاملة للطيران والهبوط.
3ـ ان يتاح لأميركا سبل الدخول والوصول الى القواعد البحرية، والجوية والحدودية في باكستان.
4ـ ان يتم تزويدنا فورا بمعلومات المخابرات عن دولة الهجرة.
5ـ ان تدين باكستان هجمات 11 سبتمبر وان توقف كل مظاهر التعبير المحلية التي تؤيد الارهاب وتعرب عن العداء لأميركا ولأصدقائها وحلفائها. (هنا يورد مؤلف الكتاب تعليقا له طرافته ودلالته التي لا تخفى فيقول ان الوزير باول ومساعده كانا يعرفان انه لا سبيل الى تنفيذ مثل هذا الاجراء ـ وقف أو منع مظاهرات التعبير ـ حتى داخل أميركا نفسها).
6ـ وقف جميع شحنات الوقود الى طالبان ومنع المتطوعين الباكستانيين من الالتحاق بصفوفهم في افغانستان.
7ـ وهو المطلب الأخير الذي كان وزير الخارجية الأميركي يدرك مسبقا انه سوف يسبب أكبر المتاعب لباكستان، ويقضي بأنه في حالة ما ثبت ضلوع ابن لادن والقاعدة في أحداث سبتمبر يتوجب على باكستان قطع كل علاقاتها مع نظام طالبان وبهذا ـ يعلق مؤلف الكتاب ـ فان واشنطن طالبت اسلام اباد بأن تساعدها على تدمير وازالة نظام طالبان الذي كانت مخابرات باكستان قد ساعدت شخصيا على اقامته والحفاظ على بقائه (ص59) وما أشد تبدل الأيام! وافق الرئيس بوش على المذكرة السباعية وفي صباح اليوم التالي دعا ارميتاج الجنرال محمود رئيس المخابرات الباكستانية ـ الذي كان في زيارة للعاصمة الاميركية ـ كي يلقاه في مكتبه بالخارجية في واشنطن في اجتماع الرجلين تحولت المذكرة الى انذار بكل معنى الكلمة حين قال ارميتاج لضيفه الآتي من باكستان: الأمر غير قابل للتفاوض، وعليكم أن تقبلوا المطالب السبعة جميعها.
بعد ساعة ونصف الساعة كان الوزير باول يهاتف الجنرال مشرف رئيس باكستان قائلا: أخاطبك كجنرال لجنرال: والشعب الاميركي بصراحة لن يفهم الأمر لو لم تشارك باكستان في الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة. يعلق مؤلف الكتاب، يقول: اعترت الدهشة الوزير كولن باول حين فوجئ بالجنرال مشرف قائلا ان باكستان سوف تؤيد الولايات المتحدة في كل من الاجراءات السبعة (التي احتوتها المذكرة).
ومن عجب فيما كان التركيز في دوائر الخارجية على ابن لادن، وطالبان ـ وطبعا باكستان ـ كان التركيز في واد آخر عند دوائر البنتاغون كان منصبا على وادي الرافدين(!).
صقور الإدارة الأميركية يترجمون هوسهم بضرب العراق إلى تحركات
في أول اجتماع عقده الرئيس بوش لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بدأت تتضح معالم الخط السياسي لأميركا في أعقاب احداث سبتمبر 2001، ويمكن تحديد هذه المعالم في النقاط الموجزة التالية:
التأكيد على شعار «إما أن تكونوا معنا، والا فأنتم ـ بعد اذنكم ـ مع الإرهاب».
تكليف وزير الخارجية «باول» بابلاغ رسالة تحمل أو تجسد هذا الشعار الى دوائر العالم الخارجي، وبالذات الى كل من باكستان ونظام طالبان في افغانستان.
رامسفيلد ـ وزير الدفاع ـ طرح سؤالا في غاية الأهمية يقول: هل نركز على ابن لادن وتنظيم القاعدة وحسب ـ أم نقصد محاربة الارهاب على أساس أوسع نطاقا؟ باول وزير الخارجية رد على السؤال قائلا ـ من واقع محاضر المجلس التي اطلع عليها مؤلف الكتاب ـ ان الهدف هو (محاربة) الارهاب بأوسع معانيه.
تشيني نائب الرئيس ـ وكان قد خرج من مخبئه ـ زاد في تعريف هذا الجواب فقال: ان هذا يشمل الذين يساعدون الارهاب وهذا يعني ان نتجه الى الدول، ومجابهة الدول أيسر منالاً فالعثور على دول أسهل من العثور على ابن لادن.
الرئيس بوش بدا وكأنه اقرب الى أحاسيس الشارع وقتها ولذلك جاء توجيهه كما يلي: فلنبدأ باين لادن، وهو ما يتوقعه الأميركيون فإذا مانجحنا نكون قد واجهنا ضربة (موفقة) وبعدها نمضي خطوة الى الأمام. نحن أمام سرطان يهددنا وإذا ما توسعنا في تحديد التشخيص فقد يعسر فهمه على المواطن العادي. في تلك اللحظة ـ يضيف مؤلف الكتاب ـ توجه بوش نحو وزيرالحرب رامسفيلد بسؤال: ماذا يستطيع العسكريون ان يفعلوا؟ جاءه على الفور جواب موجز ومباغت: انه النذير اليسير من ناحية الفعالية.
وأصل الحكاية ان الوزير كان قد تشاور مع مرؤوسيه العسكريين في البنتاغون، وكان الجنرال تومي فرانكس المسئول عن القيادة المركزية قد ابلغه انهم يحتاجون عدة اشهر لكي يرسلوا قوات الى منطقة الشرق الأوسط ومايجاورها ولكي يجهزوا الخطط التي تقضي بشن هجوم عسكري واسع النطاق على افغانستان، هنالك اجابه الوزير: ياجنرال، لا تفكر في حكاية الشهور بل فكر في فترة أيام واسابيع، وعليك أن تحاول من جديد.
وافونا بأفكاركم!
في المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس بوش صباح اليوم التالي كان مستعدا لمزيد من الشعارات التي قصدوا بها مخاطبة العالم، ومن قبله مخاطبة الرأى العام الداخلي، ساعتها وصف الرئيس العدو بأنه يعمل في طي الظلام ويعتمد أسلوب الكر والفر، ووعد بأنه سيجمع صفوف العالم وبأنهم سوف يعتصمون بحبال الصبر ولكن مع مزيد من تركيز الجهود وعمق التصميم. كان جورج بوش يتكلم داخل قاعة مجلس الأمن القومي وكان الاجتماع قد انفض وسمحوا بعدها بدخول الصحافيين، وتعمد بوش ـ أو تعمد اختصاصيو الاعلام والعلاقات العامة ـ ان يقتبسوا بعض شعارات رئيس أميركي أسبق هو روزفلت الذي قاد أميركا خلال الحرب العالمية الثانية، ومن ثم اختتم بوش مؤتمره بعبارات قال فيها: إنه كفاح مرير بين الخير والشر، ولكن الخير هو الذي سينتصر في نهاية المطاف.
مؤلف هذا الكتاب يبدو شغوفاً ومثابراً على متابعة محاضر الجلسات التي عقدها مجلس الأمن القومي، أولا لأنها اتيحت له من أجل الاطلاع، وثانيا لأن المجلس يشكل اعلى سلطة للتخطيط وصنع القرار الاستراتيجي في أكبر دولة بالعالم، وثالثا لأنه يضم الاركان الأساسية في موازين الحرب والدبلوماسية بالبيت الأبيض، ومن محصلة هذا كله يتضح للمحلل مايلي:
إن الرئيس بوش كان يحث على المبادرة باتخاذ اجراءات تستجيب لمشاعر الاسى والصدمة لدى جماهير الشعب الأميركي.
ان نائب الرئيس كان يضغط باتجاه التركيز على الدول والنظم والمؤسسات السياسية التي يراها راعية للارهاب.
إن رامسفيلد كان متهما بأن تضم التحالفات المرتقبة شركاء جادين في التزاماتهم وليسوا متقاعسين عن تلك الالتزامات.
فجأة وفي غمار الأحاديث التي دارت حول ابن لادن، طالبان ـ القاعدة، الخ نلاحظ مع المؤلف اتجاها مستجدا من جانب وزير الحرب الأميركي، في هذا السياق يقول مؤلف الكتاب: أثار رامسفيلد مسألة العراق متسائلا: لماذا لا نتحرك ضد العراق ولا نقتصر على تنظيم القاعدة وحده؟ ولم يكن رامسفيلد يتكلم بالاصالة عن نفسه فقط حين اثار هذه المسألة بل كان نائبه ـ بول ولفويتز ملتزما بسياسة تقضي بجعل العراق هدفا رئيسيا في أول جولة من جولات الحرب على الارهاب.
في هذا السياق يمضي المؤلف الى مزيد من تفصيل على الوجه التالي: قبل هجمات سبتمبر، كان البنتاغون عاكفا على مدار شهور على تطوير خيار عسكري بخصوص العراق، كل من كان جالسا الى طاولة الاجتماع كان يرى ان الرئيس العراقي شخصية خطرة وقائد من دأبه اقتناء، وربما استخدام أسلحة الدمار الشامل، ومن ثم فإن أي حرب جادة ومكتملة ضد الارهاب، من شأنها أن تتخذ من العراق هدفا في نهاية المطاف، وكان رامسفيلد يثير اذن امكانية أن ينتهزوا الفرصة التي اتاحتها امامهم هجمات الارهابيين لكي يلاحقوا الرئيس العراقي بغير توان.
في السياق نفسه ـ من واقع اجتماعات مجلس الأمن القومي ـ بدأ وزير الخارجية باول معارضا ضرب العراق في تلك المرحلة ومن ثم جاء رده بأنهم انما يركزون على القاعدة، لأن الشعب الأميركي مرتكزة اهتماماته على القاعدة، وعبر باول عن رأيه هذا بعبارات ينقلها المؤلف على النحو التالي: أي اجراء يستحق دعما جماهيريا، والمسألة ليست فيما يؤيده التحالف الدولي، بل هي بالأحرى فيما يريد أن يؤيده الشعب الأميركي، والشعب الأميركي يريدنا ان نفعل شيئا ازاء تنظيم القاعدة.
في هذا الخصوص لم يشأ رئيس الدولة الأميركية ان ينحاز الى أي من الجانبين، وقال ان هذا ليس هو الوقت لحل المسألة مؤكدا من جديد على أن الهدف المحوري هو التوصل الى خطة عسكرية، من شأنها ان تلحق بالارهابيين آلاما حقيقية ودمارا فعليا.
في تلك الاثناء كانت دوائر المخابرات المركزية ناشطة في العمل، ربما لتلاحق تطورات الموقف، أو ربما لتعوض ـ امام القادة والمسئولين الكبار ـ مافاتها في مضمار التنبيه أو التحذير ازاء ماوقع من هجمات، وفي كل حال فقد دبت دفقة جديدة غير مسبوقة من نشاط في أوصال مديرية العمليات السرية بالمخابرات المركزية، وتم ارسال برقية ممهورة بخاتم السرية الفائقة الى شبكة العملاء في انحاء العالم وتحمل عنوانا يقول: «التصرف مطلوب: وافونا بأفكاركم» أما التوجيه الذي وضعه جيمس بافيت رجل المخابرات الاخطر رئيس العمليات السرية فكان يخاطب عملاءه ومرؤوسيه قائلا: ان المخابرات المركزية بصدد «وضع وتنفيذ برنامج جديد غير مسبوق للعمل السري بقصد ملاحقة وكشف ومحو من يمولون ويؤازرون الارهاب الراديكالي الاسلامي».
في المذكرة نفسها حثهم بافيت على ان يفكروا بأساليب جديدة ومبدعة بغير كوابح أو روادع أو قيود، واختتم المذكرة السرية قائلا: هذا البرنامج السري سوف يشمل عناصر شبه عسكرية، وعناصر لوجستية تعبوية وحربا نفسانية فضلا عن عمليات التجسس المتعارف عليها.
المذكرة السباعية الفصل الخامس من هذا الكتاب يفتتح سطوره بمذكرة من 7 نقاط وجهتها أميركا الى باكستان ـ وقد أعدها الوزير باول ومساعده في وزارة الخارجية ريتشارد ارميتاج، وأبرز هذه المطالب السبعة كانت كما يلي:
1ـ وقف كل عمليات وامدادات القاعدة على حدودكم.
2ـ ان تمنحونا حقوقا شاملة للطيران والهبوط.
3ـ ان يتاح لأميركا سبل الدخول والوصول الى القواعد البحرية، والجوية والحدودية في باكستان.
4ـ ان يتم تزويدنا فورا بمعلومات المخابرات عن دولة الهجرة.
5ـ ان تدين باكستان هجمات 11 سبتمبر وان توقف كل مظاهر التعبير المحلية التي تؤيد الارهاب وتعرب عن العداء لأميركا ولأصدقائها وحلفائها. (هنا يورد مؤلف الكتاب تعليقا له طرافته ودلالته التي لا تخفى فيقول ان الوزير باول ومساعده كانا يعرفان انه لا سبيل الى تنفيذ مثل هذا الاجراء ـ وقف أو منع مظاهرات التعبير ـ حتى داخل أميركا نفسها).
6ـ وقف جميع شحنات الوقود الى طالبان ومنع المتطوعين الباكستانيين من الالتحاق بصفوفهم في افغانستان.
7ـ وهو المطلب الأخير الذي كان وزير الخارجية الأميركي يدرك مسبقا انه سوف يسبب أكبر المتاعب لباكستان، ويقضي بأنه في حالة ما ثبت ضلوع ابن لادن والقاعدة في أحداث سبتمبر يتوجب على باكستان قطع كل علاقاتها مع نظام طالبان وبهذا ـ يعلق مؤلف الكتاب ـ فان واشنطن طالبت اسلام اباد بأن تساعدها على تدمير وازالة نظام طالبان الذي كانت مخابرات باكستان قد ساعدت شخصيا على اقامته والحفاظ على بقائه (ص59) وما أشد تبدل الأيام! وافق الرئيس بوش على المذكرة السباعية وفي صباح اليوم التالي دعا ارميتاج الجنرال محمود رئيس المخابرات الباكستانية ـ الذي كان في زيارة للعاصمة الاميركية ـ كي يلقاه في مكتبه بالخارجية في واشنطن في اجتماع الرجلين تحولت المذكرة الى انذار بكل معنى الكلمة حين قال ارميتاج لضيفه الآتي من باكستان: الأمر غير قابل للتفاوض، وعليكم أن تقبلوا المطالب السبعة جميعها.
بعد ساعة ونصف الساعة كان الوزير باول يهاتف الجنرال مشرف رئيس باكستان قائلا: أخاطبك كجنرال لجنرال: والشعب الاميركي بصراحة لن يفهم الأمر لو لم تشارك باكستان في الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة. يعلق مؤلف الكتاب، يقول: اعترت الدهشة الوزير كولن باول حين فوجئ بالجنرال مشرف قائلا ان باكستان سوف تؤيد الولايات المتحدة في كل من الاجراءات السبعة (التي احتوتها المذكرة).
ومن عجب فيما كان التركيز في دوائر الخارجية على ابن لادن، وطالبان ـ وطبعا باكستان ـ كان التركيز في واد آخر عند دوائر البنتاغون كان منصبا على وادي الرافدين(!).
ابن بغداد- مشرف
- عدد المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 01/06/2009
مواضيع مماثلة
» بوش يخوض الحرب على العالم 2
» مقال بعنوان/ الحرب النفسية وأثرها في حسم المعركة
» اثر الحروب الصليبيه على العالم العربي
» موضوع بعنوان / المقاومة العراقية تصنع الغد المشرق للعراق وللأمة العربية ولكل العالم من المجلة النقشبندية
» مقال بعنوان/ الحرب النفسية وأثرها في حسم المعركة
» اثر الحروب الصليبيه على العالم العربي
» موضوع بعنوان / المقاومة العراقية تصنع الغد المشرق للعراق وللأمة العربية ولكل العالم من المجلة النقشبندية
ملتقى محبي جيش رجال الطريقة النقشبندية :: قسم السياسة والاعلام :: منتدى السياسة والاعلام والعلاقات العامة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى